عرف السحر بأنه عبارة عن طلاسم وتعاويذ يقوم بها الساحر لجلب الشياطين و التأثير عليهم وجعلهم خدام للساحر، ليؤثر بهم الساحر على قلوب و أبدان بعض الناس،,و تظهر أعراض السحر على المسحور و يتمكن الساحر من السيطرة عليه عن طريق تسخير الجن، ولكن في الحقيقة أن من يستخدمون السحر لاستجلاب الجن والسيطرة عليه ما هم إلا خدام لهؤلاء الشياطين، ويلجأ بعض النفوس الضعيفة إلى السحرة و المشعوذين لعمل الأسحار بغرض الموت أو المرض أو تفريق الزوجين أو بعدم زواج الفتاة أو الرجل، و العديد من الأسباب لدى أصحاب القلوب الضعيفة السيئة التي لم تراعي الله في أعمالها.
هناك من يؤمن بوجود السحر، وهناك من لا يؤمن بوجوده، و لكن من المؤكد أن السحر موجود وثابت بكلام الله عز و جل و لكن لا يؤذى به أحد إلا بإذن الله، قال الله تعالى في كتابه الكريم :«وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ على مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ولكن الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حتى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ »البقرة(الآية 102).ما نفهمه من الآية السابقة أنه لو اجتمع جميع سحرة الأرض على أن يؤذوا أحدا لن يقدروا إلا إذا أذن الله لذلك لأسباب لا يعلمها إلا الله.
كما ثبوت وجود السحر لا يقتصر على كتاب الله فقط ولكن ثبت بالأحاديث النبوية أيضا، عن أبي هريرة أن رسول الله قال : ( اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : يا رسول الله ، وما هنّ ؟ قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ) رواه البخاري ومسلم.
حكم السحر :
حكم السحر في الشريعة الإسلامية هو الكفر للساحر استنادا إلى قول الله تعالى :(وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ولكن الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ…)الآية 102 من سورة البقرة، وأن من يذهب إلى السحرة و المشعوذين لا يقبل الله صلاته أربعين يوما،قال النبي ﷺ: ” من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل لهصلاة أربعين يوماً “ رواه مسلم في الصحيح.
أعراض السحر:
أعراض السحر عديدة منها ما يتشابه مع أعراض مرضية ولا علاقة له بالسحر فدعونا نتعرف على أعراض السحر :
- رؤية بعض الحيوانات في الحلم الكلاب السوداء، والقطط السوداء، والثعابين.
- صداع شديد بدو ن أسباب صحية.
- نزيف دموي من أي مكان بالجسم بدون أسباب صحية.
- رؤية أحلام سيئة وكوابيس باستمرار.
- البعد عن الله عز و جل.
- عدم القدرة على ذكر الله عز و جل.
- النفور من العبادات و من سماع القرءان الكريم و كل ما يخص الدين.
- عدم التركيز و التوهان.
- زيغ البصر.
- تدهور في صحة المسحور دون أسباب واضحة.
- آلام شديدة متفرقة بالجسم، كآلام بالرحم، أو أسفل الظهر.
- سقوط الشعر بصورة شديدة تصل إلى حد الصلع بدون أي أسباب مرضية.
- شعور المسحور بالأرق الدائم لعدم معرفته النوم؛ لكثرة الأحلام السيئة و الكوابيس.
- رؤية الجن في المنام.
- شم روائح كريهة بدون أسباب و خروج رائحة كريهة من فم المسحور و جسده و لا يتم القضاء عليها بالإستحمام .
- توهم المسحور بحدوث أشياء غريبة من حوله كرؤية أشخاص حوله غير موجودين.
- توهم المسحور بأن هناك من يريد أن يؤذيه.
- تغير في لون بشرة المسحور و خاصة الوجه.
- شعور المسحور بالغضب الدائم و اختلاق المشاكل بدون أسباب.
- عدم استطاعة المسحور جماع زوجته إذا كان الهدف من السحر هو التفريق بين الزوجين.
- يتحول المسحور من الطاعات إلى المعاصي و لا يستطيع أن يحدد سبب التحول.
- تغير في طباع المسحور دون أسباب واضحة.
- شعور المسحور بضيق التنفس دائم.
- اهمال المسحور عمله وشعوره الدائم بعدم الرضا.
- شعور المسحور بالإكتئاب الدائم.
كما قلنا أن أعراض السحر تتشابه مع أعراض أخرى ليس لها علاقة بالسحر مثل الأمراض النفسية أو أي أمراض أخرى.
أشكال السحر :
للسحر أشكال عديدة و يكون لأهداف مختلفة مثل تفريق الزوجين و سحر المحبة وغيرها و ولا يختلف حكم الساحر و من يذهب إليه إذا كان السحر للأغراض خير أو لأغراض شر فكلاهما واحد، فالساحر حكمة الكفر و من يذهب إليه حكمه أن الله عز و جل لا يقبل صلاته لمدة أربعين ليلة لأن أعمال السحر ما هى إلا شرك بالله عز و جل، فدعونا نوضح بعض أشكال السحر:
السحر المأكول أو المشروب:
يدخل السحر عن طريق شئ قد تم أكله أو شربه إلى البطن، ومن ثم إلى الدم حتى يصل غلى المكان المراد إصابته، والسحر المأكل أو المشروب له علامات على المسحور كسواد الوجه و شكوة المسحور من وجود آلام اسفل الظهر في منطقة العصص و العجز ويمكن أن يكون ذلك بسبب وجود السحر في منطقة المستقيم، وعند رقية المسحور وقام بتقيؤ السحر يرجع وجه إلى طبيعته من جديد.
سحر التنكيس:
يقوم فيه الساحر بكتابة و قراءة آيات و سور من القرءان الكريم بصور معكوسة، كأن يكتب الآية أو السورة من آخرها إلى أولها، وقراءة التعاويذ و الطلاسم، لاستحضار الشياطين و استرضائهم ليفعلوا لهم ما يريدون من أذية الاشخاص، مثل سورة (يس) و سورة (الإخلاص).
سحر العروسة:
يقوم الشخص الذي يقوم بالسحر باحضار عروسة من الورق أو القش أو القماش و تكون العروسة بديل للشخص المراد أذيته، و يقوم الساحر بقراءة التعاويذ والطلاسم الخاصة لاستحضار الشياطين و الجن ويقوم بوغز العروسة في الأماكن التي يريد أذية المسحور فيها، فيشعر المسحور بالألم.
سحر ملفوف بشعر المسحور أو المسحورة:
فيه يأخذ من يريد أذية شخص ما خصلات من شعره، و يعطيها للساحر الذي يقوم بوضعها في حجب أو تمائم ويقرأ عليها التعاويذ و الطلاسم، و يقوم بوضعها في أماكن يصل إليها الهواء ليتجدد السحر عند ملامسة الهواء للتميمة أو الحجب، ومنها ما يدفن في المقابر أو داخل جوف أحد المتوفين، أو يلقى بالبحار أو يدفن في بيوت أو أماكن مهجورة.
التمائم:
عبارة عن قطعة من الجلد أو القماش أو عبارة عن ورقة يكتب عليها مجموعة من التعاويذ و الطلاسم، ويكتب عليها أيضا بعض الأرقام و الحروف، ويرسم عليها مربعات و أشكال غريبة لا يعرفها إلا الساحر، ويكتب عليها آيات معينة وكلمات من القرءان الكريم، ويقرأ عليها التعاويذ و الطلاسم الخاصة،ويقوم بلفها و دفنها أو ألقائها في البحر، وعند معرفة أماكن هذه التمائم يقوم الراقي باستخراجها وقطعها بآلة حادة و النفث عليها و وضعها في مادة تذيب تلك الطلاسم والتعاويذ والأشياء الغريبة التي كتبها الساحر فيها ومن أمثلة المادة المذيبة التي تذيب تلك الطلاسم و التعاويذ الماء المضاف له الملح، و يقوم الراقي أثناء ذوبان التميمة بالنفث عليها و قراءة آيات من القراءن الكريم، و من ثم سكب الماء فينفك السحر بإذن الله.
السحر المرشوش:
يقوم الساحر بعمل السحر على مادة سائلة يسهل رشها في أماكن يعتاد الشخص المراد عمل السحر له المشي فيها، و هو من أسهل أنواع السحر حين يتم رشه ويقوم الشخص المراد أذيته بالمشي عليه أو أن يخطو عليه، وطبع المادة المرشوشة قد قام الساحر بقراءة التعاويذ و الطلاسم عليها .
سحر النجاسة:
يقوم الساحر فيه بكتابة آيات من القرءان الكريم بمادة نجسة، كالبول أو الغائط أو دم الحيض، ثم بعد ذلك يقوم بقراءة الطلاسم والتعاويذ لاستحضار الجن و الشياطين و إطاعة أوامر الساحر و إعانتهم على أفعالهم الشريرة .
طريقة التخلص من السحر والتحصن منه:
- المحافظة على قراءة سورة البقرة يوميا و سماعها بالمنزل باستمرار فهى من أعظم سور القرءان الكريم و تساعد على طرد الجن و الشياطين و الأرواح الشريرة، كما أنها بركة لقارئها و في المنزل.
- في حالة الاصابة بالسحر يجب اللجوء إلى المعالجين بالقرءان الكريم، ويجب أن يكون محل ثقة، وعدم الذهاب إلى المشعوذين و السحرة لأنهم يضروا أكثر مما ينفعوا، كما أن الذهاب إليهم فيه شرك بالله و العياذ بالله و الله لا يقبل صلاة من يفعل ذلك لمدة أربعين ليلة بعد التوبة من هذا الفعل.
- قراءة المعوذتين و الإخلاص والنفث في اليدين و المسح بهما على الرأس و الصدر.
- قراءة المعوذتين و الإخلاص و الفاتحة و البقرة و آية الكرسي في زجاجة ماء والشرب منها و الإستحمام بالباقي ولا يلقى ماء الإستحمام في الحمام، ولكن يتم الإستحمام في إناء واسع وبعد الإستحمام يتم أخذ الماء و ري أي نبات به لأنه قراعليه القرءان، يقول أيضا :«أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق، وذرأ، وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمان».
- كما يتم قراءة القرءان الكريم على زيت الزيتون ودهن أماكن بالجسم التي يمكن أن تكون مصابة بالسحر.
عليك بأذكار الصباح والمساء و المواظبة على الصلوات وقراءة القرءان لتقي نفسك شر أي مخلوق كان سواء من الإنس أو الجن عافانا الله و إياكم…